ماريا غازي. معتقة الشفتين

 مُعْتَقَة الشفتين...


ضَحِكَتْ فَجُنَّ الْبُنّ فِي فنجانها 

و يَكَادُ أَنْ يَتَنَفَّسَ الفنجانْ 

صَبَاح مُعْتَقٌ مِنْ خَمْرِ شَفَتَيْهَا 

كَيْفَ اتَّفَقَ مَعَهُمَا الْبُنّ و الفنجانْ ؟ 

فِي الزَّاوِيَةِ رُكْنٌ مُخَصِّصٌ للشغف 

و أُسْطُوَانَة تُرَاوِد عطرها قَبْل الْأَلْحَانْ 

يَا أَحْلَام اللَّيَالِي الْمُبَعْثَرَة 

مَا بِك تطوفين بِالْمَكَانْ ؟ 

عَلَى حَافَّةِ شرفتي نَسِيم نَقِيٌ و بَارِدٌ 

يَحْمِلُ بِلُطْف رَذاذ الذِّكْرَيَات و الزَّمَانْ 

أَنَا ثُمَّ أنَّا ، أطفو عَلَى إحْدَاهَا 

و الْحُبُ قابِع عَلَى كُرْسِيِّهِ يرقبني بِحَنَانْ 

و كُنْتُ حِينَ أَلْمَحُهُ أَسْعَد 

كَانَ لَهُ وَجْهٌ مُضِيءٌ فَقَط . . . و عَيْنَانْ 

ظَلَّ يَرْقُب لِأَزْمِنَة عَدِيدَة 

طَيَرانِي فِي الْحَيِّ مَع الطَّائِرَات الورقية لِلصِّبْيَان 

حَلّ الرَّبِيع ، هَاجَرَتْ ثُمَّ عَادَتْ إلَى اعشاشها الأطيار و حَتَّى الْغِرْبَان 

طيفك الْغِرُّ لَازَال بَعِيدًا 

مَا تكهنت بِه مُعْتَقَة الشفتان 

غُرَاب يَسْبِي ، و غُرَاب يَئِدُ 

أفكاري عَذْرَاء ، مَا عَرَفْت الْخُبْثَ الَّذِي كَانْ 

ظَلَّت سنواتك الْجَافَّة تسقيها نكرانًا 

ظَلَّت هِي ، تَنْفُخ الْخَيْر فِي خَيْطِ دُخَانْ . . ! ! 

حَتَّى اِشْتَعَلَت معلقات الْأَحْلَام الْبَسِيطَة 

و لَم يتبق غَيْر رَمَاد مُحْتَلِمٍ بالنكرانْ 

بَلَغَ أَشُدَّهُ ، عَايَشَ النُّضْج 

لَكِن . . . صَعْبٌ جِدًّا أَنْ يُولَدَ مِن خَاصِرَة الْجَفَاء الْإِحْسَانْ . . ! ؟ 

اِنْدَثَر هُوَ فِي نَارِه ، و بَقِيَت هِيَ فِي رُكْنِهَا 

أَفَاقَت صَبَاحًا ، ضَحِكْت جَهْرًا فِي وَجْهِ الأَحْزَانْ 

الْحُبُ لَا زَالَ نَابِضًا ، نَطَقَتْ . . . أَنَا أُ  ...حِ ... بُ

جُنَّ الْبُنّ و تَنَّهَدَ الفنجانْ ! !


مُعْتَقَة الشفتين

ماريا غازي 

الجزائر 2022/05/25


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقي. كن حبيبي

علاء بكر. حبيبتي الجميله

ريم بن قاقا. ياعدو الشعوب