مصطفي محمد كبار. زمن السقوط

 You زمن  السقوط


الدهرُ مشى بدربنا وزرعَ شوكُ المسامير 

و الحمارُ  بزيلهِ  المكسور جلسَ  كالأمير 


شربوا  سكرة  الخمورِ  بكأسُ  المعاصي

كلابٍ غدوا نائمين  بقتلنا مثلُ الأعاصير


غرباءٌ بموطنِ الريح  لعبنا  بالوحلِ رعداً

و متنا  مع  الأمواتِ  في  الروضً  الأثير


ركبنا الموج الغاضب و تهنا في العناوين

الفجرُكان ألمٌ وضبابٌ والليلُ بات سكير


بالأمسِ كتبنا على الشمسِ أغنيةَ نوروز

الآن أصبحنا نلملمُ جراحاً بيومنا العسير


يابني أمتي الحقراءُ كم منكم  ملكَ ثوبُ

العروشِ حتى غدا  بمكرهِ  يلبسُ الحرير


وكم  منكم  رأى الصبحُ  بصورة الرحمنِ 

يبتسمُ فكان له مناهج القرآنِ و التفسير


فأن الغشاشةُ دارُ السقمِ وفاحشةُ الثكالا

فكيف ترمونَ أنفسكم بالهلاك دون تفكير 


قد كان  بدروبكم  ألفُ لعنةٍ  بعار  الزمانِ

فأنتم ككفارُ القريشِ شرٌ  و شركٌ و نحير


هل ملكتم من نهدِ  ساحرةٍ ثكلتً بخمرها

فكان لكم  ثوب الدعارةِ  و رجسُ السريرِ


فهل  قرأتم  أيات  الرحمةِ  و كتبُ الرسل

وكم صدقوا أهلُ الحكمةِ  أصحابُ البعير


إن  هناك  كانوا  يحسبونَ  أنفسهم  إخوةً

و إذ  بهم  رموا  بطيبُ الأخوةِ  في  البير


يا غاصب البلادِ  تريس بنهج  القتلِ  قليلاً

دع القلوبَ  ترتاحُ بنعشها  فدموعها  غزير


فتشربونَ  دماء الفقراءِ بسكرتكم  الكريهةِ

تعبدون الأصنام كالعبيد و ليس لكم تدبير


فقد   مزقتم    وجه  السماء  بمر   ظلمكم  

أكانَ  عليكم طاعةُ الشيطانِ  ببوقُ  النفير


ذبحُ السنينِ   كان موجعنا  و دمعُ  الوداعِ

وكم  نمنا  شتاتً  بظلمة الصحراءُ الضرير


و كم  دعونا  بصلواتنا  رب العرش  للنجاةِ

و ما دعونا  لغير الله نبكي فنور الله  كثير


قد لزمنا قبورنا هنا و كتبنا جرحنا نشتكي

و كم ترى من جرح بجسدنا مقيدٌ كالأسير


كان  موعدنا   مع العيدِ  صباحاً  لنلهو   مع

الطيورِ  فصارت  أعيادنا  قبوراً  و  مغاوير


عشرةُ  الثعالبِ  خاسرةٍ  بسنينها و يا ويلنا

فكم  من  ثعالبٍ  حسبناها  يوماً   عصافير 


كرمُ  المرء  بدربُ  القدامى  فعاشر  أصيلاً 

ليسلمَ ظهركَ من الطعنِ بسيف قاتلٍ  شرير


العمرُ   سهى  بذلته  على  درب  الخاسرينَ

فكيف  ترضى الملائكةُ بذلنا بطول المسير


كنا بديارنا  نزرعُ السنابلَ و نقطفُ الزيتونَ

واليومُ  بغربتنا  صرنا نقطفُ الوجعُ  المرير


يارب السمواتِ والارض أين  عدلكْ  الطيبُ

ماتَ  حجراً  من الظلمِ  و الكلبُ صار  وزير


لا  الأيامُ  باتت  تستحي  من فجورها  و لا 

الأقدارُ فلويلنا من داراً  سكانُها  باتوا حَمير


و إن غلبتم اليوم  الصقرُ  الجريحِ و هلهلتم

فأن غضبُ  اللهِ  أتٍ و كم غضبُ اللهِ  كبير


مصطفى محمد كبار 

30\10\2021  حلب  سوريا


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقي. كن حبيبي

علاء بكر. حبيبتي الجميله

ريم بن قاقا. ياعدو الشعوب