مصطفي محمد كبار. جودي

 جودي  يا  لعنتي  جودي 


أيا قدراً  كم زدتني ألماً و جرحاً بأسري  و قيودي

أيا دمعةً راحتْ  تطحنُ  عظامي و أذبلتْ  ورودي


يالعنةً جالتْ و تاهتْ بجرحي بدار غربتي وغدتْ

تطعنني بخاصرتي بخناجراً تكسرُ  ظهري و  زنودِ


ياسيفاً ذابحاً مسموماً رضى بقطعي جرحاً و غدا

يلهو  بذكرياتي و ذكرياتُ الأمسِ دروبها  مسدودِ


فقسماً قد أهلكتني بظلمكَ يا قدري الحرام  النوك

و إنكَ أشعلتني جمراً  بحقدكَ و صلبتني بجمودي


و قد   دعوتَ  إلى  جسدي  كلَ   طعناتُ   الأرضِ

و خيبتَ  دار  الأحلامِ  و الآمالُ  مقتولةٌ بوجودي


فلا الراحةُ تسكنني يوماً بغلكَ و لا يقربني الصبحُ

و إنهارتْ  من أمام الرياحِ  كل جدراني و سدودي


فآهاً و آه لغربتي كيف تسطوا  بمرها أيامَ  سنيني 

و تحرقُ حقول سنابلي  بنارها  المسلوطُ الموعودِ


فجودي يالعنتي جودي أكثري من الحقدِ و الكيودِ

فكلي نارٌ  و رماد و مازلتُ  أمارسُ البكاءُ  بسجودِ


أضربِ  قلباً  كان  الطيبُ  منزلهُ   و حطمي  قلوبً

صارت  تعوي سراباً  بهديلُ الريحِ   بدربُ  الجدودِ


سطرِ  ملحمةَ  الكافرينَ بجسدي و أرهقيني وجعاً

إجعل السيوفُ تقتلني مهما بلغتْ الأسى  بعقودي


قد تعالتْ  نوحُ صراخَ  أزمنتي   بصدى  الخاسرينَ

أتصبرُ السماءُ ما شاءتْ الأقدارُ على هدمِ  حدودي


لا دينٌ  بعهدكَ  يرحمُ و لا القلوبُ  مقصدُ  الخلاصِ

الجرحُ  طغى بثورة البراكينِ و ترهلتْ ثوبُ الجلودِ 


فكم من الزمانِ  المرِ  أنا سأعبرهُ  بحقائبَ  دموعي

و كم  من عمراً جارَ  ليذلني   بكربِ  النوى   بوقودِ


عدلُ السماءِ غائبةٌ و سهر الليلِ جارحٌ  دام بسكرتهِ

الفكرُ  مشرودٌ بيومُ السقوطِ وكم من سقوطٍ بعهودِ


تغلبني الدمعةُ  كلما بكى  القلبُ حزناً  فكيفَ يطيبُ

لي  البقاءُ  و ظلمُ  الحياةِ راسيةٍ  و بظلمها  للصعودِ


أنا الغريقُ  ببحرُ الأحزانِ أعوي لصدى الراحلينَ   يا

قدراً قد طعنَ المقتولُ وصارَ يسيرُ بموكبُ الحشودِ


يا جرحاً سلى  بركبُ  المغيبِ و دعا  بنوحِ الأوجاعِ

إن المغيبُ كان قاتلي منذ البعيدِ  يوما إنكسرَ عودي


فالوداعُ  لا يرضاها من غدا بهِ ألماً  و الدمعُ  ساقط ٌ

وإنما الويلُ  لمن بكى خلف الوداعِ  بجرحهِ المنشودِ


فهات ما عندكَ  يا قدراً  و زدني  غربةً و ألماً  عسى

تنهى الأحقادُ بقتلي و تشفي  غلكَ العسيرُ  المقصودِ


فأنا مازالتُ  ذاكَ  الصبيُ  الذي  سقطَ بعمق الوديانِ

وللآن الجرحُ  ثوبهُ الطعنُ  والوجعُ  قصيدةُ  القدودِ 


فجودي يا لعنتي جودي فهذا جسدي و هاكِ السيفُ

أقتليني مراً فطيب القتلِ لذتهُ شقٌ و قطعٌ كالعنقودِ


مصطفى محمد كبار

حلب  ........  سوريا

15\10\2021


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقي. كن حبيبي

علاء بكر. حبيبتي الجميله

ريم بن قاقا. ياعدو الشعوب