الشاعر الصادق الهلالي هيام امس واليوم

 هِيامُ أمسِ واليوم

              الشّاعر الصّادق الهلالي


لو شاءَتِ الأقدارُ أنْ للخلائقِ 

أن تَختارَا،

تَحيَا بِدُنيانا مِرارًا مُحَدِّدَةً

بها الأدوارَا

في وطنٍ كَم رأينا وشَهِدنا

به أحرارا

نَرجُو شَفاعةً عُظمى اختَبَأَها

لأمَّتِه المُختارا

ماذا أرى؟ هل حُقِّقَ الحُلْمُ؟

فلْنَكشِفِ الأسرارَا !

هل عاد عنتَرَةُ وبكى مِنْ

عَهدِنا مُحتارا؟

وقد سّالت الدّموع تنهَمِرُ

من العَينِ مِدرارا

أوَليسَ القائلُ مُخبِرا بأخلاقِ

 الجاهيّةِ إخبارا

"وأغُضّ طَرفِي إذا ما بدت لي جارتي"...

هذا ليسَ انكِسارا...

كمْ ردّدَه العشّاقُ وهُم يقرؤون

عِندَ السّحر، الأذكارا

كالماءِ الطّهورِ يُنقّيهمْ حتّى

يُبعَثُوا أطهَارا....

شَوقِي كبيرٌ، فَلْيَعُدْ صلاحُ الدّينِ

الفارسُ المِغوارا

ساسَ الأرضَ وحَمَى العِرضَ 

بهمّةٍ واقتِدارا

وَهَبَ العُمرَ النّفيسَ لمَجدِ الأمّةِ

حارَبَ الكُفّارا

أجدادُنا ما خانوا عهدًا لَهُمْ لمّا

هدّمُوا الأسوارا

الشّهامَةُ دَأْبُهم، ما لُوِّثَتْ ألبابُهم،

 بل أشرَقَتْ أنوارا

والآنَ قد قذَّرَتْ سياسةُ

الدُّنى الأفكارا...

إذ أنّها تُدَنَّسُ، كما نجَّسنا

الأنهارَ والبِحَارَا

عاشوا أحلى روايات هوًى ما

حقّقُوا فيه انتِصارا:

لو عاد قَيْسٌ والشّعراءُ الجَهابِذَةُ

لانفطرَ القلبُ انفِطارا

 كانت نِهايَاتُهم أليمةً مُؤلمةً

تُبهرُنا انبهارا

حتّى خِلنا أَنْ لاَ حَظّ في الحبِّ، 

واللّقا(ءْ )استِهتارا

في عهد حُرّيّة،ٍ ظنَنَّا حَلاها قد

غيّرَ الأقدارا

فلْنَبكِ قَيسًا وجميلاً ووضّاحا

لمّا رَكِبُوا الأخطارا

ماتُوا وما نالُوا وِصالاً واجتَرّوا

العلقَمَ اجتِرارا

ولْنَذكُرْ ليلى وبُثينةَ وروضَةَ،

إذْ خلّدتْهُنّ الأشعارا

آهٍ! فقَدْ ذهبَ زمنٌ أبطاله ما صَادقوا

في الوَغَى أشرارا

هل أنّنا نرى هَهُنا أشخاصا يأمَنُ

جانِبَهُم جارا

كان السّلفُ منّا يعملون بتعاليم

خالقٍ جبّارا

إذْ ما رَضُوا أن تَكُ الدِّياثَةُ عند 

ملّةٍ خاسرةٍ فَخَارا

أو أنَّ مُعدَما استغاث: "وامُعتَصَماه"

طالِبا استِقرارا

أو مَوْرِدًا للرّزقِ وقد صارت الأرضُ

الشّاسعَة وعقراتها قِفَارا...

فَلْنَنْدُبْ أمّةً همُّها استثراءٌ وقُبحٌ

هل هُم سكارى؟

فاقوا الأباليسَ مَكرا وظُلما ونَسُوا

أنّهم سَبّبُوا افتِقارا

حتّى العُذْريات الّتي سَمَوْا بها نَسُوها

واختَلقُوا الأعذَارا

قد باتَتِ المَلاهي تُضيعُ ما بقيَ من

عُقولِهم ليلاً نهارَا

استَتِرُوا! الكلُّ يبغِي أن يتسَيَّسَ

ولَكِنْ هل أنَّ له اقتِدارا...؟

يا اللّهْ! أنتَ المُجيرُ ألهمنا مِنْ

لَدُنكَ اصطِبارا....!!!

                 الشّاعر الصّادق الهلاليالشاعر ال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقي. كن حبيبي

علاء بكر. حبيبتي الجميله

ريم بن قاقا. ياعدو الشعوب