صالح سعيد. المجنون المنقذ

 المَجْنُونُ المُنْقِذُ.                   

                        

بَحْرٌ ورملٌ وسَماءٌ وبقايا مِنْ سُحُب..

شمسٌ لنخلٍ عاشقة،

تُشْفِي غليلا ناعما، وصَبايا ترتقبْ..

تَرْنُو بِرُوحٍ حَالِمَة لِخَلِيلٍ مِنْ عَجَب.

ذهب الضُّحَى بسقم البَارِحة،

وَبأخْبَارِ النُّخبْ،

نُخبِ العَمالةِ والصَّفاقةِ والكذب..

في نشرة الأخبار، في قنواتِ العُهْر،

سقط عَنَّا الأدب..

تُهتُ فِي بَحْرِي شَرِيدًا أُفْرِغُ الهَمَّ، أَعُبُّ،

كَأْسَ عِشْقٍ مِنْ خَيَالٍ تَمْسَحُ عَنِّي الغَضَبْ...

بَحْرِي عَمِيقٌ واسِعٌ، وسَمائي تَائِهَة،

وَرِمَالِي مِنْ ذهَبْ...

كنتُ وَحْدي آه يَا وَحْدي، وآهٍ يَا عَرب

كَانَ في الرُّوحِ بقايا من أنينٍ وغضبْ..

مِنْ تفَاهاتِ النُّخب..

كُنْتُ أُصْغي لمَجنون يُدَنْدِنُ بإسْمِ لَيْلَى العَامِرِيَّة،

وأحاديثِ الخَيالِ، وكلامٍ مبهمٍ

غَسَلَ صَوْتَ النخبْ..

قَالَ لَهَا؛

"غُوصِي فِي دِمَائِي، خَلِّلِي شَعْري بِسَيْفٍ مِنْ خَيَالِكْ،

بَعْثِرِي شَوْقِي عَلَى أَمْواجِ دَرْبِكْ..

أَحْرِقِينِي بِشُوَاظٍ مِنْ غَضَبْ..

اسْحَقِينِي فِي لَمَاكِ أََلْفَ مَرَّة..ذَوِّبِي نَارٍي بِمَاءٍ مِنْ حَطَبْ..

اُتْرُكِينِي فِي ثَنَايَاكِ الطّرِيّة أَعْبُرُ جَمْرَ الغَضَبْ..

لاَ تُرَاعِي فِي وِدَادِي رَحْمَةً...

بَعْثِرِينِي كَتُرابٍ سَقَطَتْ فِيهِ الشُّهُبْ"..

كُنْتُ أُصْغِي فِي شَغَبْ..

عَلَّ رُوحِي بِتَرَانِيمِ الغَرَامِ تَصْفُو مَنْ قَهْرٍ النُّخَبْ...

مِنْ صَدِيدٍ أَكَلَ كُلَّ البِلاَدِ، أَخْمَدَ صَوْتَ الطَّرَبْ...

رَاقَنِي فٍعْلٌ لِلَيْلَى، هَزَّنِي هَزَّ اللَهَبْ..

ذَوَّبَتْهُ فِي لَمَاهَا، بَعْثَرَتْهُ كَغُبَارٍ حَجًبَ عَنِّي النُّخَبْ..

ذَهَبَ العِشْقُ بِأَخْبَارِ السَّمَاسِرَةِ الجُدُدْ..

وَأَنَا وَالبَحْرُ وَالمَجْنُونُ فِي طَوْرِ الطَّرَبْ.. 


     صالح سعيد/ تونس الخضراء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقي. كن حبيبي

علاء بكر. حبيبتي الجميله

ريم بن قاقا. ياعدو الشعوب