د سمير بهلوان. ام علي الدهر تعتب
مع أمير البيان، الأمير شكيب أرسلان، في تخميس أبيات من قصيدته( عن الدهر تشكو أم على الدهر تعتب...)
*
*
فما لكَ ، عن دربِ المصائبِ ، مهربُ
فليتكَ ، عن نوحِ البواكي ، ترغبُ
رأيتُكَ ، في الشّكوى ، تفيضُ و تكتبُ
( عَنِ الدّهرِ تشكو ، أمْ على الدّهر تعتبُ
......................و ما صاحبُ الأيّامِ إلّا مُعَذَّبُ )
***
على خبرِ الأحزانِ ، يومكَ إذْ مَسَى
و ليلكَ ، مِنْ كاسِ المواجعِ ، قد حَسَا
تُساهرُ أفلاكاً ، و خطوُكَ ما رَسَا
( شكيٌّ بلا قاضٍ ، شجيٌّ بلا أسى
........................إذا باتَ ، في دُنياهُ ، يعتبُ يعتبُ )
***
و يُسْرِجُ أفكاراً ، تجولُ بملعبٍ
تُواكِبُها الأنواءُ ، في كلِّ مر كبٍ
فيُصبحُ في شرْكٍ ، و يُمسي بمقلبٍ
( يُلاقي الأسى ، في صدرهِ ، كلَّ مذهبٍ
.......................متى ضاقَ ، عنهُ ، في البسيطةِ ، مذهبُ )
***
زَهَتْ ، بكَ ، آمالٌ ، و غَرَّكَ مأربُ
يشُدُّكَ سهلُ الصّيدِ ، و الصّيدُ يهربُ
و تمضي ، بكَ ، الأحلامُ، والنّومُ يكذبُ
( هو المرءُ ، في كفِّ الزّمانِ مُقَلَّبُ
..........................يُقاسي عذابَ الموتِ ، و الدّهرُ يلعبُ )
***
يميلُ إلى الأخدانِ ، مِنْ كلِّ راغبِ
تُيَسِّرُهُ الأطماعُ في كلِّ جانبِ
و يعلمُ أنّ الدّهرَ ليسَ بصاحبِ
( تَوَلَّدَ ، في الدّنيا ، حليفَ مصائبِ
.............................فلمْ يُغْنِ ، عنهُ ، حزمُهُ و التَّجَنُّبُ )
***
تضيقُ رحابُ الأرضِ ، في كلِّ طالبِ
و تَزْخَرُ أحلامُ الورى ، في الرّغائبِ
و ما تركَ المأثورُ ، عذراً ، لِعاتبِ
( فبينا يُسامُ الخسفُ مِنْ كلِّ جانبِ
.........................إذا هو ، في بطنِ الضّريحِ ، مُغَيَّبُ )
***
يفوزُ ، بمجدِ النّصرِ ، مَنْ لا يَشُقُّهُ
و يفخرُ ، بالإنجازِ ، مَنْ لا يُحِقُّهُ
و يحوي رغيفَ الزادِ مَنْ لا يَدُقُّهُ
( فيُعدَمُ ، فيها ، الحظَّ ، مَنْ يستَحِقُّهُ
.............................و يُحرمُ ، فيها الكسبَ ، مَنْ يتكسَّبُ )
***
و تُبدعُ في التَّلقينِ ، إنْ هي علَّمَتْ
فتُذهِلُ أسماعَ المُريدِ ، بما رَوَتْ
صحائفُها الأيّامُ ، تجري ، فما وَهَتْ
( لقد نَجَذَتْنِي الحادثاتُ ، و أدَّبَتْ
..............................و ليسَ كمثلِ الحادثاتِ مُؤدِّبُ )
***
و كمْ فَدَحَتْ ، فيها ، الحوادثُ ماجداً !
و سَوَّدَتِ الأيامُ ، نذلاً و فاسداً
و ضاعَ ، بها ، مَنْ كانَ في الحَقِّ رائداً
( إذا الحقُّ لم يُصبحْ على الكلِّ سائداً
...................... فليسَ لِحُرٍّ في البرِيَّةِ مأربُ )
...........
بقلمي د. سمير بهلوان
أرواد في 25/ 5/2022
........................
تعليقات
إرسال تعليق