أحمد عبد المجيد أبو طالب نظرة الواهم للألوان
. .نظرة الواهم للألوان. .
( و )
(الواو) ...ضمة عميقة ،
تهفو إلى الحروف فرادي ..،
وتنونها مثان،
أما تمتد بنطقها شفتاك فهما ..
إذ تضمان الحرف كأنهما تقبلان !
أي ضمة تلك التي حرمت
من -واوك المفتوحة-
إذ تردني باستهوان!
و يا واو لم انكسرت تحت وصالي
فمن صوتا أشهي إلي من الأغاني
عفا الله عمن حرمني واو معية
هي بين عسي و عسي ذوبت الأماني!
( ل )
( اللام) لهو ليلي بحبيب أغواني!
ساهرة لا تأسي علي هجر وحرمان!
إن مدت فقد تعظمت بالفتح
في اسم الله خير ما لفظ لسان
وإن نهت فقد تشرفت بالبدء
في كلمة التوحيد وشهادة الآذان
فيا لام ليلاي رحمال بوصل
مزقته البلايا بإلحاح وتفان!
قدماي لبت وجئتك، فوليت..!
وما سعت خطاي إلا نحو من تهواني
( ا )
( الألف) بغير عمامة مال شمالا ..،
وتاج ألفي الأبي (أ) تطل على الأيمان
ألف مرشوق في اللام..
وكأنما تعانقا خلسة..،
ويظهران متنافران !
راح يظلل تاجه ءآنآء اسمك فمال
على فيئ الختام كالأغصان !
يا ألفا موصولا باللام(لا) ناهيا..
يتعالي بين واوه وتاجه ألا تنهاني!؟
ألا فخذني لضمة الوجدان
يا فاتنا لم أشتهيه حتي اشتهاني!
( ء )
( الهمزة..ء) تاج الألف ،
وإن فاءت ففراشة تحوم
أني تشاء كخفقاني!
قد تحط تحت الألف لتكسره،
أو تنام على سطرها كالولهان!
وإن ترصعت بها الواو أو الياء ..
فهي كالنجوم ..وكالعقيان
قد تجلي سر لحظك إذ تولي....
فطيفك إذ أعانقه تشتعل المعاني،
واسمك إذ تقفي بهمزة ثاوية ...
على السطر كعذراء تخشي التداني!
ما كنت صغيرتي بعابد حسنك ..
فكيف طوعت إلهامي سيدة الحسان؟!
وما أريت عيوني غير استهانة.. بمشاعري، فعيونك ..فرارها أضناني
وما كان لهمسك في هاتفي من صبوة
كرجفة جناحين يرفرفان
وخفقانك إذ كان يلملمني كحبات قمح
تبعثرت تحت سنابل كياني!
فكيف أزعت محبة لم أبح بها؟!
وبذلك جاوزت حدود زمن امتحاني!
قلب صغير ماجن قد ادعي غرامي ،
واستباح هيامي ولو لثوان..!
أخشي عليه فقدي بجنة الأوهام
ففي روضها لا زال يئن قلبي ويعاني
لعله مخدوع بمظاهري وبنياني
ومجون خواطري وسائر شاني!
لعله مغرم في بما ليس لي
من عباءآت تراث قد تخل اتزاني!
وأنا مجنون بغير ليلي أهفو للهوي،
فأنا مسجون ورغباتي في بلا سجان
كيف تزعمين محبتي ولا زال قلبك..
يتلفت حوله، ولم يمس حناني!؟
وما عبرت الجسر الذي بيننا بأمان،
أو كنا كشطرين إذا التقيا يلتئمان،
وما حاولت المرور في شوارع قلبي،
ولا نقشت اعترافاتك فيه على الجدران
ما تعلقت بعنقي مثل روحي تنتشي..
بقبلة..، ولا انزلقت على شرياني!
كل من حكي لك عني،
كل رآي سواي مني..، ما رآني!!
أعجب لقب مظلم الأركان!
أسبل الجفنين ونام لكي يراني !
وعبر أثير الهوي راح يخاطبني،
ويداعب فمي الظمآن بفم نشوان،
أما بللت بطل الحياء جبينك،
أما أشعلت خديك بالتحنان،
أما تقطرت على نهديك كالندي يسيل
على مرفئي الولهان للسيقان!
آه من عينيك لو تضمني فتصدقاني..،
لأطلقت -لمهر قلبي-لجم العنان
كفاك ازدراء بحديث الهوي في عيون..
المنصتين لسيرتي...، وكفاني ...!
لو عرفت الحب صغيرتي لعرفتيني،
وتلثمت بصمتي ، وتوشحت بكتماني،
لو أحببتيني حقا لالتأمنا،
جفنان، شفتان،ولامس زمانك زماني!
ولكن خرجت من ظل إلي ظل في،
تنسلين مني إلي كالقرصان !
لم أقل لك من قبل أني أحبك
فقلبي المفتون بك الآن ليس بفتان
وما نظمت كلامي ليعجز ثغرك،
أو يغريك، و لكن هجرك أشجاني،
إن كان شعرا أو شعورا واهما،
فقولي غريب ..كغربة عنواني!
ومن مداد الأقلام يسر دمي..!
فكم لي من نظرة الواهم للألوان!
من ثم اكتشفت فيك دفئ نبيذي..،
كما ابتهجت فيك فرحة الزعفران .
كلماتي:أحمدعبدالمجيدأبوطالب
9/1/2003
تعليقات
إرسال تعليق