مصطفي محمد كبار. بذات اليوم
بذات يوم
قلت ُ
لم و لن أبكي مع النورس
الحزين بوداع الموج
كذبت بقولي فإنكسر قلبي
بزمن الفراق و بكى متألماً
بحضن الحجر
قلت ُ سأسير حافياً و عارياً
على الغيم في ضباب السماء
الراحل بين شراييني
لأحيا لبعض لحظات
فقط
و أشرد بفكرة الماء بجنح
الليل الداكن
كذبت ُ مرة ثانية
و سقطت ُ مدرجاً من سراب
السماء مقهوراً و مشبعاً
بألم الإنكسار و الهزيمة
و قلت ُ لن أعود من هزيمتي
لأموت ثانيةً بذكرياتي بدمعة
الأمس القاتلة
لكني عدت ُ بخيبتي من
جديد
أتألمُ و أحصدُ الرسوبَ بزمن
الغبار
قلت ُ للموت
هل أنا مت ُ بزمني منذ البعيد يا
أيها الموت
فأجاب
نعم أنتَ قد متَ منذ
ولادة القصيدة
و صرت كالغريب مع الريح
بصحراء دنياك متوهماً
بالسراب
فقلت ُ له إذاً
أنا في عداد الأموات منذ
البعيد دون أن أدري
بموتي
و ربما نسيت ُ جسدي هناك على
الطريق تاءهاً مبعثراً
بكآبتي ورائي
و ربما نمت ُ على حجراً
لوحدي لأحلم بالسراب
و أستريح من تعبي بطول
السفر
و ربما من كثرة التعب و
الإرهاق
نسيت أن أموت بغربتي
بمنفاي أمام سكرتي بداخل
القصيدة
و أن أدفن جسدي بمقابر
الأشباح للنسيان
فقلت ُ معاتباً يا أيها الموت
لما إستعجلت بالقدوم
إليَ و كسرتني في
الهلاك
أفلا كان عليكَ أن تتأخر
قليلاً في المسير
لأحيا مع السنابل المائلة
بحقول الحياة البائسة أمام
البيت
لا لشيء
فقط لأحترم ذاك الشيء
المجهول بعالم الغياب و الموت
الذي ينتظرني هناك
لا لشيء
لأحتوي جسد السقوط
مع زمن الهزيمة
لكي أرضى بلعنة الأقدار و
الآلهة لطعنها لجسدي و أنا
أحتضن تراب القبر
قلت ُ لن أكتب عما يدور
في رأسي من خاطرة
كي تقرأها حمامةٍ عابرةٍ تاهت ْ
بها الدروب فنامت متألمة في
الضياع
و قلت ُ لن أسرق من مخيلتي ثوب
الأحلام المقتولة
لكي أقتلها من جديد بين
أسطر القصيدة على
الورق
لكني كذبت و كتبت ُ عن
كل الأشياء
بضعف حرفي و انقلاب كلماتي
نحو الهاوية و كتبتُ ملحمة طويلة
عن أحزاني
ثم قلت ُ لن أحلم كباقي البشر
كي أطير مع البجع المسافر
للبعيد بصدى الرياح لكي
أنجو
فأنا کمقبرةٍ مهجورةٍ بزمن
الغربان
أحتاج إلى إعمار و ترميم
بجدران ذاكرتي و بجسدي
كما أحتاج إلى صدمةٍ كبرى
لأصحو من جنوني و سكرة
الحياة العابثة
و كم أحتاج و أحتاج
أن أبكي و أصرخ على مرآة
السماء
و كم أريد ُ أن أخلع جلدي
من جسدي و أصعد من غضبي
وجه المستحيل
كي أريحَ جرحي العميق من
طعنات البشر
بثوب الكفن القديم
قلت ُ و قلت ُ الكثير
في السراب
قلت ُ شعراً سخيفاً
رخيصاً و بلا معنى بحقدائق
الشعراء العظماء
فإنكسرت ُ من تعبي بفجوة
القوافي أمام العناوين
بفشلي المعيب الفاضح
و إنهزامي بسقوط القصيدة
معي .............
مصطفى محمد كبار
21/9/2021
حلب ......... سوريا
تعليقات
إرسال تعليق