صالح سعيد. حب متجدد
حُبٍّ مُتَجَدِّدٌ.
أَيُّ رُوحٍ سَكَنَتْنِي مُنْذُ ذَاكَ اليَوْم.....مُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَا..
مُنْذُ أَنْ عَزَّ اللّقَاءُ، فَاهْتَدَيْنَا لِغِنَاءٍ صَارَ وَصْلاً وَشِعَارَا..
هَدَأَتْ رُوحِي بِوَجْدٍ كُنْتُ أَسْقِيهِ مِرَارَا..
بِسِهَامٍ قَاتِلاَتٍ سَكَنَتْ قَلْبِي جَهَارَا..
وُلِدَ غِرًّا صَغِيرًا صَارَ يَحْبُو...صَارَ يَمْشِي..
ثُمَّ لاَن ..ثُمَّ دَلَّ ثُمَّ ثَارَ..
صَارَ بُرْكَانًا دَفِيئًا فَجَّرَ القَلْبَ وَجَارَ...
جَوْرُهُ كَانً لَذِيذًا...كَانَ يَبْنِي مِنْ شُغَافِ الرُّوحِ صَرْحًا،
لاَ يَزَالُ شَامِخَ العِزِّ نَقِيًّا نَاعِم اللَّمْسِ وَقَارَا...
مَرَّ دَهْرٌ ...رُبْعُ قَرْنٍ ..لَسْتُ أًدْرِي....مُنْذُ أَنْ صِرْنَا مَعًا..
زَمَنُ الوَصْلِ بِنَاءٌ لِسَمَاءٍ وَأَمَلْ..
صِرْتِ أَغْلى..صِرْتِ أَسْمَى وَأَجَلّ..
صَارَتِ الأَيَّامُ فِي عَيْنَيْكِ نُورًا مُشْتَعِلْ..
زَادَهَا الأَوْلاَدُ وَهْجًا فَانْتَشَيْنَا بِصِعَابٍ قَدْ ذَرَفْنَاهَا مِحَنْ..
أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِي قَلْبِي سَكَنْ..
سِرُّكِ اليَوْمَ مَكِينٌ فِي دِمَائِي مُرْتَهِنْ..
"عَزَّةُ" القَلْبِ تَنُوسُ فِي المُقَلْ..
وَ"عَزِيزٌ" فِي الفُؤَادِ سَكَنَ العَقْلَ بِدَلّ...
أَمَّا وَالبَدْرُ المُنِيرُ "جَاسِمُ" الرُّوحِ، أَجَلْ..
بَعْضُ شَيْءٍ لَسْتُ أَدْرِيهِ بِقَلْبِي أَعْدَمَ كُلَّ الجُمَلْ..
يَا سَمَائِي وَبُحُورِي وًوِهَادِي وَجِبَالِي وَتُخُومِي...اشْتَعِلْ..
وَاكْسِرْ الأَغْلاَلَ دَوْمًا مِثْلَمَا الأَمْرُ حَصَلْ...
كَمْ غُيُومًا سَاقَهَا الدَّهْرُ إِلَيْنَا رَفْرَفَتْ فَوْقَ الجَبَلْ..
فَمَحَوْنَاهَا بِوَدْقٍ نَاعِمِ الهَطْلِ لَذِيذٍ كَالقُبَلْ..
كُنْتِ مِنِّي أَقْرَبَ مِنِّي إِلَيَّ..
أَنْتِ مِنِّي بَعْضُ أَبْعَاضِي كَنُورِ مُقْلَتَيَّ..
فِيكِ شَكَّلْتُ القَصِيدَة، وَبَنَيْتُ كُلَّ أَشْعَارِي العَتِيدَة..
وَسَمَوْتُ بِرُؤَاكِ لِجَمَالٍ حَلَّ فِي قَلْبِي وَتَاهَ وَارْتَحَلْ،
طَافَ آفَاقَ الدُّهُورِ ثُمَّ عَادَ وَاسْتَقَرّ...
مَشْهَدُ الأَيَّامِ فِي رُوحَيْنَا خَارِطَةٌ جَمِيلَة..
مِنْ شَمَالٍ لِجَنُوبٍ فِيهِ أَبْعَادٌ وَآفَاقٌ أَصِيلَة..
كُلَّمَا كَانَ الْتِواءٌ رَجَّهُ الوِدُّ بِدِفْءٍ أَسْكَتَ كُلَّ القَبِيلَة..
كَمْ صِعَابًا هَدَّهَا مَوْجُ اللِّقَاءِ بَعْدَ دَحْرِ كُلِّ أَرْيَاحِ السَّفِينَة..
أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِيَّ، بَذْرُكَ صَارَ ثِمَارًا فِي نُتُوءَاتِ المَكَان.
أَيْنَعَ رَتْقًا لَطِيفًا شَابَهُ مَسٌّ خَفِيفٌ، خَاطَ أَحْدَاثَ الزَّمَانِ..
أَمَّا وَاليَوْمَ وَقَدْ صِرْنَا عَلَى رَبْوِ المَكَانِ،
فَالطَّرِيقُ - رَغْمَ عُسْرِ الدَّهْرِ- يَبْدُو شَفًّا كَالخَيَالِ..
يَا رَفِيقَ الدَّرْبِ صَارَ في الدَّرْبِ رِفَاقٌ هُمْ نَوَاةٌ لِأَجْيَالٍ جَدِيدَة..
وَهُمُ نَبْضُ الحُرُوفِ...وَهُمُ بَحْرُ القَصِيدَة.
صالح سعيد/ تونس الخضراء.
تعليقات
إرسال تعليق